الطاقة المتجددة.. بين الثقافة والتكنولوجيا
 

إربد - أحمد الخطيب - يركز كتاب «الطاقة المتجددة بين الثقافة والتكنولوجيا» الصادر حديثاً للدكتور محمد الزعبي من قسم هندسة القوى والآلات الكهربائية في كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية بجامعة اليرموك، على ترسيخ مفهوم الطاقة المتجددة كثقافة في المجتمع أكثر من كونها تكنولوجيا تُنقل من بلد إلى آخر.
واعتبر أن الطاقة المتجددة هي محرك لبيئة نظيفة ولا بد من المحافظة عليها وصيانة مكوناتها والحد من عوامل تلويثها، ومن هنا ليس غريبا أن يكون القرن الحادي والعشرين هو القرن الأخضر كما وصفه الكاتب وغيره من الكتاب في معرض حديثهم عن ضرورة الحفاظ على البيئة.
و يسلط الكاتب الضوء على دور الطاقة المتجددة في تحسين وتعزيز العوامل البيئية التي تجعل من كوكبنا مكاناً آمناً للعيش فيه مستعرضا العديد من الأمثلة على جهود الأمم لتكريس دور الطاقة المتجددة كمحرك لبيئة نظيفة ومستقرة.
وحتى لا يظن القارئ أن الانتقال من الطاقة التقليدية إلى الطاقة المتجددة قد مر أو يمر بمسار سلس، فقد حرص الكاتب أن يعرض نماذجا من العقبات التي صاحبت وتصاحب مسيرة تبني الطاقة المتجددة منذ منتصف القرن الماضي، كما بيّن للقارئ أن تبني سياسات الطاقة سواءً التقليدية منها أو المتجددة هي مسألة صعبة تتزاوج فيها السياسة والاقتصاد وتتشابك من أجلها الرؤى الإستراتيجية وتقف وراءها دول وقوى وتحالفات ساهمت في ظهور أحزاب سياسية وجمعيات عالمية لها مآربها التي تدافع عنها بما أوتيت من نفوذ وسلطان.
ونظراً لأن هذا الكتاب هو موجه لعامة القراء فقد وضع في قالب بسيط يفهمه الجميع حيث يسهل للقارئ الوصول إلى الحقائق العلمية بأسلوب واضح ولغة سهلة الفهم على جميع القراء.
كما يحتوي الكتاب على العديد من الأمثلة الحية في موضوعي الطاقة التقليدية والمتجددة وعلاقتهما البينية قديماً وحديثاً، والتي تمس حياة المواطن العربي، حتى يسهل على القارئ أخذ صورة واقعية عن هذا الموضوع الذي بات حديث الساعة في جميع الدول. وهنا يفرد المؤلف مجموعة من البيانات التي تتعلق بالطاقة التقليدية والطاقة المتجددة وذلك بهدف تشجع الاستثمار في هذا النوع من المشاريع والتي تم تنفيذ العديد منها في الأردن في العقود الثلاثة الأخيرة.